مدونة قلم ثائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جعفر عبد الكريم صالح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ازمة الامة العراقية والمناهج التربوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 53
تاريخ التسجيل : 19/07/2013

ازمة الامة العراقية والمناهج التربوية Empty
مُساهمةموضوع: ازمة الامة العراقية والمناهج التربوية   ازمة الامة العراقية والمناهج التربوية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 19, 2013 3:29 pm

ازمة الامة العراقية والمناهج التربوية
د. علي عبد داود الزكي


ان منظري الفكر القومي في العراق وسوريا خصوصا رسخوا مفاهيم لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع الا ان هذه المفاهيم كرست مفهوم التسلط والدكتاتورية ومهدت لتغرب الانسان في هذين البلدين عن تاريخهم وحضارتهم وانتمائهم.
ان الفكر القومي ما هو الا استعارة مفروضة من قبل المحتل الاوربي كانت اساسا للحكم الدموي المتسلط من اجل اهداف كاذبة غير واقعية. كما ان العراق لم يظهر فيه مفكرين قوميين كما ظهر في بلاد الشام ومصر وسبب ذلك هو المتناقضات الكبيرة والخطيرة في ارض الالم العراقي، ان التناقض سببه الاساسي وجذوره هو الصراع ما بين ايران وبلاد الاناضول (تركيا) لقرون طويلة والتي اسست الى نشوء صراع طائفي مقيت في العراق وبذلك لم نرى اي ظهور لمفكر وطني لان اي مفكر ان كان شيعيا وصف بانه صفوي واي مفكر سني وصف بانه عثماني ولم تنشا هوية وطنية عراقية حقيقة وانتماء حقيقي الا بعد نهاية الحكم العثماني في العراق وذلك في ثورة العشرين التي قادتها المرجعية الدينية في النجف ورفعت شعارات عراقية خالصة ومن ابرز قادتها (الامام ومحمد تقي الشيرازي الشيخ عبد الواحد الحاج سكر والسيد علوان عباس الياسري والسيد محمد الصدر والشيخ شعلان ابو الجون الشيخ محمد الخالصي...) كما دعي بقوة للتوحد الوطني بين الشيعة والسنة واستمرت الثورة عدة اشهر الى ان تم اجهاض فكر التوحد الوطني العراقي لأسباب طائفية ومصالح فئوية ضيقة لبعض المتنفذين في عراق ما بعد الدولة العثمانية.
بعدها بقي العراق لعد عقود يرزح تحت نير ظلم وانتهازية وتسلط وقهر شديد الى ان ظهر فكر وطني لتوحيد العراقيين في امة من جديد على يد الزعيم الوطني الشريف عبدالكريم قاسم والذي ايضا لم يستمر بالحكم لفترة طويلة وانما تم استهداف نظامه بمؤامرات داخلية وخارجية كبيرة من قبل القوميين العرب المتعاونين مع امريكا والغرب واستشهد على اثرها الزعيم وتم الاجهاز على نظامه الوطني.
ودخل العراق في عهد ظلام دامس جديد وطويل حيث ان هؤلاء المجرمين اتخذوا من شعارات القومية فرصة للتسلق والدموية وازهاق الارواح واذلال الشعب العراقي. ابتعد الانسان العراقي عن البحث عن هويته واخذ يبحث عما يدافع به عن معتقداته فقط وطمست هوية الوطن بترويج فكرة ان العراق قطر وجزء من امة وليس بحد ذاته امة. اي ان العراقي لم يعرف بهوية وطنية عراقية حقيقة لان الهوية الوطنية للامة العراقية تلاشت امام مفهوم الامة العربية التي ليست سوى هذيان غير قابل للتحقيق. قد يعترض البعض على ذلك لكن نقول ان الذي جعل العرب يمتلكون سلطة وإمبراطورية في حقبة من حقبات التاريخ كان فضله يعود الى الاسلام والفكر الاسلامي اي ان توحد الجميع القبائل المتناحرة المختلفة في جزيرة العرب بأمة الاسلام وليس امة العرب.
كنا نسمع ونقرأ ونتعلم والاعلام والتلفزيون الحكومي بزمن حكم القوميين والبعثيين يثقف العراقيين على كذبة اسمها ان العراق قطر وليس امة وبذلك فقد العراقيين الانتماء الحقيقي لا هم مستفيدين من فكرة الانتماء لامة العرب الخيالية التي لا يمكن ان تتحقق نهائيا ولا هم يشعرون بقوة انتمائهم الوطني لامة العراق وبذلك نشأ صراع داخلي للمكونات المختلفة في العراق الحديث والتي كان من الممكن ان تتوحد تحت عنوان امة العراق بعيد عن اي شيء اخر لتنهض كأمة عظيمة.
كما ان الصراع الطائفي في العراق دفع دعاة الفكر القومي (الاقلية التي سيطرة على زمام السلطة) الى الاندفاع اكثر باتجاه القومية العربية وذلك سببه هو ان العراق مكون من عرب واكراد تركان واشورين وان نسبة الشيعة العراقيين تصل الى ما يقارب70% من الشعب العراقي لذا فان دعاة القومية العربية لكي يتمسكوا بالسلطة ويرسخوا ذلك استخدموا فكر التغريب ووضعوا مناهج تربوية تدفع بالانسان العراقي نحو الاغتراب لكي لا يشعر بوطنيته وذلك لكي يكون هناك تقارب بين سلطة الحكم في العراق(السنية) مع باقي البلدان العربية التي في اغلبها سنية المذهب. لذلك رأينا ان اغلب العرب بعد سقوط الصنم كانوا يدافعون عن نظام الدكتاتور صدام وكأنه بطل قومي عكس ما فعلوه مع القذافي لان القذافي لم يكن شعبه من الشيعة لذا لا داعي للوقوف معه ضد شعبه اما في العراق فان الوضع مختلف.
ان العراق اصبح وكانه عدو العرب وكل الاعلام العربي يهاجم العراق ويشوه الحقائق لا بل ان اغلب الحكومات العربية بدأت تدعم الارهاب وتجند القتلة والمجرمين وتزودهم بكل ما يحتاجونه وتسهل عمليه دخولهم للعراق لغرض تدميره. ان العراق كدولة منذ عشرينات القرن الماضي مناهجه التربوية وبرامجه الاعلامية اغلبها تروج لامة العرب وتقف موقف عداء وتطرف اتجاه غالبية العراقيين وتحارب معتقداتهم وهذا استمر لعقود طويلة.
حضرت قبل عام تقريبا (في شهر رمضان في العام الماضي) ندوة حوار ثقافي لمناقشة المناهج التربوية التي استضافها النائب همام حمودي وحضرها وكيل وزير التربية ومجموعة من النواب ورئيس لجنة المناهج في شهر رمضان الماضي. لقد دار نقاش طويل وموسع حول هذا الموضوع وكيف ان المناهج الصدامية خصوصا في التربية الدينية والتاريخ لازالت معتمدة وتدرس ومن الصعوبة تغييرها وذلك لعدم حصول توافق وطني على ذلك. تحدث السيد وكيل وزير التربية السيد علي الابراهيمي بدبلوماسية ولباقة وكان احيانا يلطف الاجواء بعبارات لطيفة وبسيطة لكي يضفي على جو الجلسة شيء من المتعة والمرح وبنفس الوقت ينبه لبعض النقاط المهمة بأسلوب مازح.
لا اريد ان اسهب في هذا واعود الى ما دار من حوار رغم اني شعرت بصدق الجميع ونبل غايتهم وفق منظورهم ومعتقداتهم لكنهم طرحوا نقطة جوهرية اذا قالوا كيف يتعلم الطالب وفقا للمناهج الصدامية. قال البعض بتعجب شديد ان نسبة 70% من العراقيين لم يستطيعوا ان يضعوا مناهج جديدة تخصهم ولم يستطيعوا وضع مناهج تربوية تكون مقنعة لهم خصوصا بمادتي التاريخ والاسلامية. الكل يرغب بان يضع عاطفته ومعتقده في المناهج التربوية وبالتأكيد الكردي والشيعي والسني وحتى التركماني والمسيحي يرغب في ذلك فلماذا يتم منح ذلك لطرف ومنعه عن طرف اخر. ان الفكر الديني والتاريخ ليس حقا لفئة دون اخرى ويجب تحقيق عدالة وانصاف في اعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر معتدلة من وجهة نظر الحقائق لا العواطف ويجب ايقاف العمل بالمناهج التربوية الصدامية. وان لا يكون عدم حصول اتفاق بين ممثلي المكونات العراقية على ضع مناهج تربوية جديدة وموحدة هو ما يمنح شرعية البقاء باعتماد المناهج التربوية البعثية الصدامية حتى الان. نتساءل هنا لماذا لا يكتب التاريخ باسلوب بعيد عن العاطفة يكتب وتكتب الآراء المختلفة كوجهات نظر قابلة للنقاش وتكتب ادعاءت التاريخ بشكل يحفز العقول للاستنباط والاستنتاج.
لا اعتقد ان اي مدرسة عراقية تعلم الدين افضل مما يتعلمه الطالب في البيت والمسجد والجامع والحسينية. قد يعترض البعض وترفع شعارات المزايدة اذا تم طلب تعديل المناهج التربوية وتغيير اسم درس التربية الاسلامية ليكون اسمه القيم الانسانية ومكارم الاخلاق فان ديننا الحنيف ركز على ذلك ونبينا الاكرم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام قال وما اوتيت الا لأتمم مكارم الاخلاق. لذا يجب ان يتم تحديد اسلوب قراءة القران وان يتم تعليم التلاميذ لحد السادس الابتدائي فقط قراءة القران ويترك باقي التعليم الديني للبيت وباقي المؤسسات الدينية خارج اطار التعليم المدرسي. فانا درست في المدراس العراقية في العهد البائد ولم تؤثر فيه مناهج المدارس بالجانب الديني والمعتقدي كثيرا وكل ما اثر فيه هو ما كنت اسمعه من مواعظ وحكم وعبر او اقرائه من كتب دينية وما اسمعه من نقاشات في البيت او في الملتقيات الدينية في الجوامع والمحاضرات الاذاعية وكثيرا منها كان محظورا في زمن الطاغية المقبور.
لذا يفضل تقليص ما يتم الاختلاف فيه كمعتقد فكري وديني خصوصا بين الطلبة في المدراس المتوسطة والاعدادية لكي نتخلص من معضلة وطنية تسنتزف الكثير الكثير من ثروات البلد اضافة الى انها تسبب الكثير من الخلافات المعلنة التي يمكن ان نتجنبها بان نترك ذلك كحرية للعوائل في تعليم ابناءها وتثقيفهم دينيا في كل محافظات العراق. اذن يجب ان يتم استبدال درس التربية الدينية بدرس اخر وهو الثقافة الدينية. لكي يتعلم الطالب كثقافة عامة ما هي اهم الاديان في بلده وما هي اهم معتقداتهم دون المساس باي منهم اي يجب ان تطرح الاديان من وجهة نظر ثقافية وليست معتقدية يجب تعليم الطلبة ان المعتقدات قد تتباين من بيت لآخر وليس فقط من مذهب لآخر.
للاسف بعض السياسيين قد يستغلوا ذلك ويبدأوا بالتمشدق والدفاع عن كذا وكذا لغرض الحصول على مكاسب انتخابية خصوصا المفلسين فكريا وسياسيا ووطنيا في فترة اقتراب الانتخابات والترويج للشعارات والدفع باتجاه التخندق الطائفي بشكل اكبر لغرض تحقيق مكاسب انتخابية.
قلنا ما نعتقد ونتقبل النقاش الهادف المثمر غير المتصلب والمتعصب... وننتظر كسر صنمية التعنصر والطائفية ليتم التوحد في قدسية امة العراق الجديد...
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/تموز/2013 - 9/رمضان/1434
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jgjuyre.yoo7.com
 
ازمة الامة العراقية والمناهج التربوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة قلم ثائر  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: